موجبات إقامة المخيمات الصيفية
يعتبر المخيم مؤسسة ضمن المؤسسات التربوية التي تساعد الطفل على تنمية مداركه بالاحتكاك والمعرفة حتى يتم إعداده للحياة المستقبلية حسب منظور شامل يرتكز على مقومات مادية ومجتمعية تخضع لشروط مكانية معينة.
أما التخييم فهو كل ممارسة تربوية تنطلق من أسس بيداغوجية ذات أهداف وحاجيات تفرضها ظروف المخيمين وكذا المنظور أو المشروع التربوي الشامل.
تاريخ المخيمات :
إن نشأة المخيمات عبر العالم جاءت نتيجة دوافع متعددة، سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية، فمع ظهور الثورة الصناعية والتغييرات المجتمعية وما صاحبها من بروز طبقة عمالية مهاجرة من البوادي إلى الحواضر وما رافقها من حرمان وفوارق طبقية وصعوبات اقتصادية أدت إلى الانحراف وشظف العيش واستغلال للأطفال في أعمال خطيرة ومضنية رغم عدم بلوغهم السن القانوني الذي يسمح لهم بالعمل، وإضافة لعدة عوامل أدت إلى تغيرات في النسيج الاجتماعي حيث غيرت تشكيلته مما أدى إلى زعزعة هيمنة الكنيسة وانتشرت الحركة النقدية وازدهرت النظريات الفكرية.
وبدأت بوادر التفكير في الأجيال الصاعدة المحرومة والمشردة مما أدى ظهور اختيارات كثيرة من ضمنها محاولة تجميع الأطفال أثناء عطلهم وأوقات فراغهم.
ففي إيطاليا ظهر أول مخيم سنة 1850 على يد الراهب سان بوسكو الذي جمع عددا من الأطفال ورحل بهم إلى احد الجبال المجاورة لروما.
وفي بريطانيا قام بنفس التجربة أحد رجال الدين يدعى إثري الذي جمع الأطفال ووزعهم إلى مجموعات داخل العائلات الميسورة ثم جاء دور ألمانيا حيث قام أحد مدراء المدارس بتنظيم رحلات والقيام بأنشطة موازية أثناء العطل بعيدا عن المدن، أما في سويسرا فظهر أول مخيم سنة 1870 على يد الراهب البروتستانتي بيون الذي جمع 68 طفلا من الأطفال المحرومين وطلب من عائلات غنية المساهمة في تمويل المجموعة وتوفير كل متطلباتهم المعيشية.
وفي نفس الفترة بدأت فرنسا تفكر في تنظيم مخيمات على شكل تجمعات عائلية وانطلقت على يد سيدة تدعى دوبريساني التي وزعت ثروتها من أجل إنشاء مخيمات ورياض للأطفال ومراكز للحراسة، ثم جاء الراهب لوريو الذي نظم أول مخيم كبير خارج باريس وصلت حمولته إلى 2000 طفل.
ولقد ازدهر هذا النشاط بفرنسا مع بداية سنة 1887 بمساهمة أحد أعضاء المجلس البلدي السيد كوتي الذي عمل على تقنين هذا النشاط بإصدار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تنظمه، وعمل على نشر الوعي التربوي في الأوساط الاجتماعية الأوروبية.
المراحل التي مرت منها المخيمات داخل فرنسا:
سنة 1876 بداية مخيمات الأوساط الدينية.
سنة 1889 بداية المخيمات الحضرية.
سنة 1935 تعميم الرخص وتشجيع الجمعيات.
سنة 1947 إحداث دبلوم مدرب ومدير المخيمات الصيفية.
سنة 1960 إصدار مرسوم خاص بتشريع ونظام المخيمات الصيفية تم تتميمه سنتي 1964 و 1975.
نشأة المخيمات الصيفية بالمغرب:
مقدمة:
إن قطاع المخيمات الصيفية ومراكز الاصطياف بالمغرب لا زال لم يحظ لحد الآن باهتمام الدارسين والباحثين بالنظر على المسيرة الطويلة التي قطعها و لازال يقطعها بعزيمة قوية لا تلين منذ عقد الأربعينيات إلى اليوم، إنه قطاع له أهميته التربوية والاجتماعية البالغة، وكذا ارتباطه العميق بالمجتمع المغربي، حيث يلعب دورا طلائعيا هاما في رعاية الطفولة والشباب، كما يعكس هذا القطاع ببنياته وطموحاته ومكاسبه صورة واضحة المعالم للواجهة الأمامية للتحولات التي عرفها التنشيط السوسيو ثقافي ببلادنا.
وتولي وزارة الشبيبة والرياضة وخاصة مصلحة المخيمات الصفية ومراكز الاصطياف عناية كبرى بالمخيمات الصيفية التابعة لها سواء تعلق الأمر بتوفير كافة الإمكانيات والمستلزمات المادية والبشرية لتخييم الأطفال في أحسن الظروف أو فتح المجال لتكوين أكبر عدد من أطر الجمعيات والقطاعات المهنية المهتمة بتقنيات التنشيط رغم الصعوبات والعوائق التي تنصب بالخصوص في المجال المادي والبشري وكذا ضعف أو عدم مواكبة التشريعات المنظمة للقطاع.
الفترات التاريخية لظهور وتطور المخيمات الصيفية بالمغرب:
لم يعرف المغرب قبلا تنظيم أي نشاط بمفهومه التربوي الحديث حتى سنة 1940 التي تعتبر بداية ظهور جماعات الاصطياف ومصلحة مخيمات الشبيبة والرياضة على يد الحماية الفرنسية التي كانت باسطة نفوذها على المغرب حيث كانت تقام مخيمات في معسكرات للجيش بعد أن تم تحويلها إلى أمكنة لاستقبال الأطفال، وكان وراء ظهور هذه الجماعات والمخيمات ثلاثة أهداف هي:
دوافع سياسية: لإبعاد الأطفال والشبان الفرنسيين عن أخبار الحرب العالمية الثانية التي بدأت بشائرها تلوح في الأفق الدولي، والحفاظ عليه في أماكن نائية بعد ما تعذر قضاء عطلهم في فرنسا التي كانت تعد طرفا رئيسيا في هذه الحرب المدمرة.
دوافع اجتماعية: خلق ظروف ملائمة للأطفال بالتخفيف عنهم بشتى الوسائل بسبب تواجد أوليائهم في جبهات الحرب.
دوافع دينية: لقد نشطت الكنيسة الكاثوليكية في اغتنام فرصة هذه الحرب ليقيم رهبانها مراكز للاصطياف هدفها الأساسي التكوين الديني في كل من سيدي فارس ومركز تافوغالت ومركز تيومليلين.
بعد نهاية الحرب اهتمت إدارة الحماية بتنظيم ميدان التخييم لفائدتها فأحدثت بموجب هذا التنظيم مخيمات جديدة وظهرت تنظيمات كشفية فرنسية وبعض الجمعيات التطوعية منحت لها عملية الإشراف والتوجيه والتكوين، وساهمت مجموعة من الفرنسيين الأحرار في وضع أسس التخييم من خلال مجموع الإجراءات والتشريعات والقوانين مثل القانون الصادر في 8 أبريل 1941، والمتعلق بتنظيم بعض المؤسسات المختصة والذي وقع تغييره وتتميمه في أبريل 1942، وكذا في 28 ماي 1943، ولم يكن يستفيد من هذه المخيمات بطبيعة الحال سوى أبناء الفرنسيين واليهود ونسبيا أبناء الأعيان المغاربة، كما كانت الاستفادة محدودة في الزمان والمكان وفي هذا السياق ظهرت مجموعة من المبادرات قامت بها بعض القطاعات المهنية كالبريد والفوسفاط والسكك الحديدية والطاقة الكهربائية الذين يتوفرون على إمكانيات مادية واسعة ومهمة فأقاموا مراكز الاصطياف لأبناء الموظفين والعمال جزاء للأعمال التي قام بها آباؤهم وذلك على غرار ما هو موجود في فرنسا، وموازاة مع ذلك كانت إدارة الشبيبة والرياضة لا تتوفر إلا على بعض المخيمات بمنطقة أزرو وأكادير ومراكش وتازة ووجدة كانت تجهيزاتها تتسم بالبساطة على النحو التالي:
شاليات متواضعة من حيث البناء.
خيام بسيطة.
أفرشة مملوءة بالتبن ومغلفة بالخيش.
مطابخ متوسطة ووقتية.
مرافق صحية في الهواء الطلق(حفرة محاطة بالخيش)
نقل الأطفال يتم بواسطة الشاحنات والعربات.
نقل المواد بوسائل تقليدية.
عندما وضعت الحرب أوزارها بدأت تنظيمات الشبيبة الفرنسية واليهودية في استعمال المخيمات التابعة للشبيبة والرياضة كأزرو وتازة والرباط والتي تم توسيعها لتزايد الاهتمام بهذا الميدان وتم رفع حمولتها، وأصبح عدد المخيمات يتضاعف بالتدريج .
وفي هذه الفترة بدأ السماح وبصفة محدودة لبعض الأطفال و الشبان المغاربة بالمشاركة في المخيمات عن طريق المؤسسات التعليمية الخيرية وبعض التنظيمات الكشفية والرياضية والمدارس الحرة حيث رأت مجموعة من الشباب المغاربة إمكانية قطع الطريق على السياسة الاستعمارية المحتكرة لهذا النشاط وذلك بالعمل الدؤوب على نشر الوعي التربوي الوطني داخل الأوساط المحلية، فكان هؤلاء الشباب - رغم قلة عددهم – النواة الأولى لوضع أسس التعريف بالمخيمات وتحديد الأهداف التربوية
لهذا القطاع وتنظيم بعض التداريب التكوينية باللغة العربية التي عرفت إقبالا منقطع النظير من طرف الشبيبة المغربية، وفي سنة 1949 – 1950 بدأ عدد الأطفال المغاربة يتزايد ليصل إلى نسبة تدعو للارتياح رغم اقتصارها على بعض المدن المغربية.
وقد قطعت هذه الخطوة الأولية الطريق أمام الاحتكار الأجنبي حيث كان من نتائجها ما يلي:
التواجد الفعلي والمنظم والحماسي والمكثف للأطر المغربية الشابة.
إذكاء روح العمل التطوعي والمنظم لدى الشباب.
تشجيع العائلات بالسماح لأطفالهم بالذهاب إلى المخيمات وتوعيتهم بالدور الذي تقوم به في التوجيه والترفيه والترويح.
الإعلان الواضح عن السير في الخط الملتزم بقضايا ومقومات البلاد مع إتاحة الفرصة للشباب بالاحتكاك والارتباط فيما بينهم من أجل الوعي بالقضايا المصيرية للبلاد.
أصناف المخيمات مراكز الاصطياف:
تتوفر وزارة الشبيبة والرياضة على شبكة مهمة من المخيمات ومراكز الاصطياف القارة والحضرية تنتشر في عدد من العمالات والأقاليم، ويمكن تصنيفها حسب طبيعة النشاط والوظائف التربوية.
مخيمات شاطئية وجبلية قارة تشغل الخيام للإقامة وممارسة أنشطة تربوية وثقافية وترويحية ( شبكة الأطلس المتوسط.... إلخ )
مراكز الاصطياف بالجبل أو الشاطئ توظف البنايات أو الشاليات في تنظيم أنشطة مماثلة ( طماريس – الهرهورة – أصيلة – السعيدية – أصيلا... إلخ )
مخيمات حضرية تستضيف الأطفال طيلة اليوم فقط.
وبالنسبة للمخيمات ومراكز الاصطياف المبرمجة لاستقبال الشباب والأطر على مدار السنة يمكنها استيعاب الأنشطة التالية:
مخيمات للاصطياف والراحة صيفا.
مخيمات شتوية قصيرة المدة.
تداريب تكوينية وإخبارية.
مهرجانات وتجمعات دراسية.
حلقات دراسية خرجات منظمة.
المخيمات القارة:
تتوزع على شريط شاطئي من السعيدية / طنجة شمالا إلى الداخلة جنوبا، وعلى امتداد سلسلة جبلية ذات طبيعة متميزة، مفتوحة في وجه الجمعيات والمنظمات الوطنية والمحلية والمؤسسات الاجتماعية والجماعات المحلية، والعمل المباشر، تشتغل أثناء
موسم الصيف، وبعضها قابل للتخييم خلال فصلي الربيع والشتاء والعطل القصيرة، إضافة إلى التكوين.
المخيمات الحضرية:
هي التي تستقبل الأطفال من المدينة الواحدة طيلة اليوم فقط، تنتشر هي الأخرى في أهم المدن المغربية، وقد تم إحداثها أساسا لتخفيف الضغط على المخيمات القارة، ولتوسيع دائرة الاستفادة لتشمل أكبر عدد من الأطفال، على أن أمر تنظيمها وتدبيرها وتنشيطها يرجع إلى شراكة بين الوزارة والجماعات المحلية.
مراكز الاصطياف القارة:
كما تتوف الوزارة على مراكز للاصطياف جلها قائم على الشاطئ في مستوى استقبال الجماعات موسميا أو على مدار السنة لما تضمه من تجهيزات وبنيات للإقامة والتغذية والخدمات العامة ( طماريس – أصيلة – عين السبع – هرهورة...)
إلى جانب مراكز أخرى تستعمل كمؤسسات لتكوين الأطر تبرمج الوزارة فيها مجموعة من التداريب والملتقيات الدراسية خلال عطلتي الصيف والربيع، لإنعاش الأنشطة التربوية الرسمية والجمعوية في عدة جهات تعرف تواجدا مكثفا للجمعيات المهتمة، وبإمكان الجمعيات والقطاعات الاستفادة من خدمات المراكز المهيأة مقابل مساهمة مالية حسب نوع الخدمة.
شروط إحداث المخيمات ومراكز الاصطياف:
لا يتم إحداث أي مؤسسة للتخييم والاصطياف إلا بقرار من وزير الشبيبة والرياضة، يصدر بعد توفر الجهة الراغبة في الإحداث على الشروط التالية:
تقديم طلب بالإحداث إلى وزير الشبيبة والرياضة مصحوبا بالوثائق التالية:
رسم هندسي يوضح المرافق المتوفرة ومقاييسها مصادق عليها من طرف قسم الهندسة البلدية أو العمالة أو الإقليم.
شهادة من المصالح الصحية تثبت صلاحية المرافق وحمولتها وملاءمة الجوانب الصحية للنشاط المزمع تنظيمه.
عقد تأمين الأطفال والأطر.
البرنامج العام للأنشطة المزمع إقامتها.
وجود المخيم في موقع لائق من الناحية المناخية.
اتصال المخيم بالشبكة الطرقية العمومية والإنارة والماء الشروب.
المستفيدون:على وسائل الاتصال ( البريد والهاتف...)
المستفيدون :
يستفيد من نشاط التخييم الجمعيات ومنظمات الشباب والمؤسسات العمومية والشبه العمومية والخاصة التي تهتم بتنظيم مخيمات لصالح الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 10 و 14 باستثناء الحركات الكشفية، وكذا أطفال الجالية المغربية بالخارج وأطفال الدول الشقيقة والصديقة في إطار اتفاقيات التبادل التربوي والثقافي.
شروط كيفية الاستفادة:
تقدم الجمعيات والهيآت الراغبة في الاستفادة من التخييم طلباتها إلى المصلحة المعنية بوزارة الشبيبة والرياضة مدعمة باستعداداتها المادية والتربوية:
أن تتعهد بتوفرها على التغذية الكافية لغير الممنوحين وتغطية نفقات التنشيط والنظافة واليد العاملة والخدمات خلال فترة التخييم.
أن تتوفر على برنامج تربوي هادف (مصادق عليه).
أن تكون في وضعية قانونية وتتوفر على ملف قانوني بالوزارة.
أن تلتزم باحترام مقتضيات النظام العام لسير مراكز التخييم.
أن تلتزم بمقاييس التأطير التربوي المتعارف عليها.
أن تخضع للمراقبة التربوية والمادية.
أن تصرح بجميع البرامج والأنشطة والإحصائيات والأغلفة المالية المعتمدة لتسيير المخيم.
أن تلتزم بالمشاركة في الأنشطة المشتركة والمناسبات الوطنية والدينية التي تنظم بالمخيمات ومراكز الاصطياف.
أن تلتزم بمواقيت السفر ذهابا وإيابا بناء على تصميم النقل الذي يحدد الوسيلة المستعملة والأعداد المرخص لها.
أن تحترم العدد والسن المرخص به.
أن تتوفر على أوراق السفر الجماعية والفحوصات الطبية الخاصة بالجماعة بما في ذلك الأطر والعمالة ( مؤشر عليها من الجهات المختصة ).
فتح المخيمات ومراكز الاصطياف:
تفتح المخيمات الصيفية ومراكز الاصطياف القارة والحضرية التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة بقرار وزيري.
تسلم لجميع الجماعات المقبولة بمراكز التخييم رخص القبول ولا يمكن قـبول أي جماعة بأي مركز إلا بحصولها على رخص القبول.
التأطير والتكوين:
يشكل التأطير أهمية قصوى في التسيير والتدبير والتنشيط حيث يلعب دورا أساسيا في بلورة هذه الأهداف وصياغتها في مشاريع قابلة للتطبيق يرقى إلى تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
التأطير مركزيا:
يعين الإطار المركزي لمركز التخييم بكافة أصنافه من بين الأطر المتخصصة التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، شريطة أن تتوفر على التكوينات الخاصة بتأطير التخييم التربوي، وتتحدد حسب حمولة كل مخيم وذلك على الشكل التالي:
رئيس المخيم / نائبه / مقتصد عام / حيسوبي / مكلف بالأدوات / مكلف بالأشغال العامة / إطار صحي / منشطون حسب الحمولة ( تربويون، رياضيون مكلفون بالخدمات...
يتكلف الإطار المركزي بالسهر على توفير أسباب السلامة والصحة والعمل التربوي الجاد، وإيجاد وسائل التدبير والحماية والرعاية بالإضافة إلى القيام بالسهر على تنفيذ التعليمات المنظمة للحياة التربوية داخل مراكز التخييم بكل أوجهها المادية والأدبية والقيام بالتوجيه والتتبع التربوي للجماعات المخيمة.
التأطير فرعيا:
يتطلب تأطير الجماعات المخيمة التوفر على أطر مكونة في مجال التخييم وتتكون من مدير المخيم ( يجب أن يكون حاصلا على دبلوم مدير المخيمات ومراكز الاصطياف ) ومقتصد ( حاصل على دبلوم مدرب على الأقل ومجتاز لتدريب الاقتصاد)، ومربون مجتازون لتداريب أقلها التدريب التحضيري، ويتكلف الطاقم الفرعي بالرعاية المباشرة لجماعة الأطفال تحت إشراف وتتبع رئاسة المخيم وبمهام البرمجة والتنشيط والتواجد باستمرار مع الفرقة.
**التربية بالمخيم الصيفي **
• مفهوم التربية:
عر ف المهتمون بالدراسات التربوية " أنها رعاية الأطفال والمراهقين والراشدين ( إلى حد ما ) والعناية بأحوالهم وتوجيههم بكيفية معقلنة نحو الاكتمال والعمل على إدماجهم في محيطهم كما أنها إعداد المرء ليحيا حياة كريمة، قويا في جسمه، في تفكيره متعاونا مع غيره محبا لوطنه مستقيما في خلقه مخلصا لمبادئه.
وقد تحكمت في إشكالية تحديد مفهوم التربية العديد من العوامل والضوابط نذكر من بينها:
العامل التاريخي / الاجتماعي / السياسي.
توجهات المدارس التربوية ( الجوانب العقائدية أو الإديولوجية )
التربية والمجتمع:
نظرا لكون الإنسان اجتماعي الطبع، وجب أن تتوفر له الظروف الملائم حتى يتمكن من الاندماج والانصهار داخل مجتمعه وتكوين شخصيته وتنمية قدراته الفكرية والجسمية والروحية. وتبتدئ هذه العمليات من المرحلة الجنينية حيث يجب العناية بأحوال الأم الصحية والنفسية تجنبا لأي انعكاس أو تأثير سلبي على الجنين كما أنه في حاجة إلى المزيد من العناية المركزة ( نظافة – أكل – راحة – عطف...) ولذلك يجب التنسيق بين المؤسسات التربوية ( البيت – المدرسة –الروض – النادي...) لإعداد الطفل على مواجهة الحياة والتأقلم مع وسطه وجعله مواطنا صالحا.
التربية بالمخيم:
تتلخص التربية بالمخيم الصيفي فيما يلي:
أ – الرعاية الصحية والجسدية: وتتمثل في إخضاع الطفل لحصص التربية البدنية وتعويده على استعمال المرافق الصحية والأكل وآدابه ونظافة ملابسه ومرقده.
ب- الرعاية الاجتماعية: توفير الجو العائلي المناسب وإذكاء الروح الجماعية من خلال مختلف الأنشطة المزاولة داخل المخيم.
د- الرعاية العقلية: وتتمثل في خلق مجالات تنمي ذهنه وتقوي تفكيره وتصقل مواهبه ( ويقصد بالمجالات الأنشطة التثقيفية ).
** الطفل وحاجياته بالمخيم **
مفهوم الطفل: كائن حي ينمو ويتطور عبر الزمن، له قدرات فطرية، يحتاج إلى الرعاية، يستوعب كل ما يقدم إليه، شديد التأثر، له شخصيته التي يتميز بها ( تنفعل – تدرك – تحس) وله عدة حالات خاصة به.
مراحل نمو الطفل:
ما قبل الولادة:
وهي مرحلة وقائية تكون انطلاقتها منذ الإخصاب حيث التقاء الجنسين الذكر والأنثى و تنتهي عند الولادة، وهذا ما يبين تأثير الأم في جنينها، وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل حيث يجب العناية بالأم ( التغذية الصحية، الراحة ن وتجنب المؤثرات الضارة ) إلى أن تضع وليدها في أحسن الظروف.
مرحلة الرضاعة:
تبتدئ من الولادة إلى سن الثانية، وتتميز هذه المرحلة بالصراع من أجل البقاء ويعتمد الطفل فيها إلى جانب حليب أمه على تنظيم نشاطه اليومي مما يساعده على النمو السريع وذلك بتحسين ظروف نومه وملبسه والوقاية الشاملة، ومن هنا يبدأ التكيف مع العالم الصغير الذي يحيط به عبر حواسه وبعدها تأتي مرحلة الانفعالات والتي تعتبر لذة للطفل ( الضحك - الغضب – الخوف...)
مرحلة الطفولة:
وتمتد هذه المرحلة من السنة الثانية إلى غاية سبع سنوات وتتميز هذه المرحلة عند الطفل بمروره بمراحل عسيرة أولها الفطام وبداية المشين وتكون المرأة أول إنسان يخوض الصراع.
المرحلة المتوسطة:
تبتدئ من السنة السابعة إلى غاية الحادية عشر، وتتميز بدخول الطفل المدرسة وبلوغه سنا يطرح فيه عدة أسئلة والبحث عن الإجابة كما أنه يشرع في إبراز شخصيته داخل الأسرة والمدرسة وذلك لإثبات ذاته من خلال تطبيقه لما يتلقاه من العالم الخارجي على عالمه الداخلي.
الطفولة المتأخرة:
تبتدئ من الحادية عشرة إلى سن الرشد لها عدة مميزات تظهر من خلال ما قد يتصف به الإنسان، ويتجلى ذلك في العزلة أو الخجل أو الزعامة أو المشاغبة كما أن هناك الطموح أو العجز.
ونلاحظ من خلال هذه الفترة أن الطول و الوزن يزدادان عند الطفل ومطالب الفئة التي تستفيد من نشاط المخيمات ( من 7 إلى 14 سنة) يمكن تلخيصها في ما يلي:
اكتساب المهارات اللازمة من خلال ممارسة النشاط الحركي المنظم ( الألعاب الحركية)
تنمية القدرات العقلية.
التدرب على نسج شبكة العلاقات الاجتماعية ( الصداقات).
التعود على القيام بالأدوار الاجتماعية.
التعود على النظام في الحياة اليومية والحياة الاجتماعية.
تنمية القيم والمعايير.
تحقيق الاستقلال الشخصي والاعتماد على النفس.
التعود على الاهتمام بالجماليات.
أنواع النمو عند الطفل:
النمو العقلي / الفكري.
النمو النفسي / العاطفي.
النمو الجسدي الحركي.
النمو الاجتماعي.
العوامل المؤثرة في النمو لدى الطفل:
العامل الاجتماعي.
العامل النفسي.
العامل البيئي.
العامل الصحي.
مجالات النمو من خلال الأنشطة المزاولة داخل المخيم:
المجال العقلي / الفكري: الأشغال اليدوية / الألعاب / الأنشطة الثقافية / الأناشيد.
المجال النفسي / العاطفي: الألعاب / السهرات / الأناشيد.
مجال النمو الجسدي: الألعاب / المسابقات الرياضية / أنشطة الشاطئ / الرحلات والجولات.
كيف يمكن تحقيق حاجيات النمو من خلال العمل التربوي بالمخيم ؟
يمكن للمخيم، كمحطة من محطات العملية التربوية، أن يساهم في توفير حاجيات النمو لدى الطفل، وذلك من خلال:
مساعدته على تفتح قدراته وإمكاناته العقلية عبر:
تنشيط الحواس وتنميتها / تعويده على دقة الملاحظة والتركيز والتمييز عبر اللعب بكل أنواعه.
توظيف الأنشطة الاكتشافية والثقافية وأنشطة التعبير في مساعدة الطفل على اكتساب مهارة البحث والإطلاع وإبداء المواقف والرأي ومواجهة الحالات الطارئة وغيرها والقدرة على حل المشاكل.
تنمية حب الاستطلاع.
توفير الشروط الضرورية لتحقيق نمو نفسي متوازن:
وذلك بواسطة:
توفير جو الاطمئنان والاستقرار النفسي.
شمله بالحب والعطف والتفهم.
تقديره واحترامه وإبعاد كل عوامل التعنيف وذلك بالإقلاع عن كل وسائل العقاب البدني.
توفير كل الفرص للتعبير عن الذات.
تنمية العواطف الجماعية اعتمادا على:
إشاعة روح التعاون والإخاء والمودة بين الأطفال.
اعتماد مبدأ المساواة في التعامل.
إذكاء روح العمل الجماعي والإحساس بالانتماء للجماعة.
تنمية العواطف الجمالية والفنية وذلك من خلال:
جعل المخيم مجالا حيويا للمظاهر الفنية: تزيين المرافق والجوانب والاعتناء بالحدائق..
اكتشاف المواهب الواعدة وصقلها.
تنمية الذوق الجمالي من خلال حصص الأشغال اليدوية / الأناشيد / إذاعة أغاني تستجيب لاهتمامات الطفل وتناسب سنه.
تحقيق شروط النمو الجسدي السليم وذلك ب:
توفير تغذية صحية متوازنة.
تعويده على الالتزام بقواعد الوقاية الصحية.
تعليمه التمييز بين ما يفيده وما يضره من مأكولات.
توفير مجالات اللعب الحركي/ ألعاب الهواء الطلق.
تخصيص فترات الراحة تتخلل البرنامج اليومي.
**الحياة اليومية بالمخيم الصيفي**
يقصد بالحياة اليومية بالمخيم الصيفي مجموع الأعمال التي يقوم بها الأطفال طيلة اليوم، وتنتظم هذه الأعمال في برامج وفترات محددة، يتوخى منها مختلف العمليات التربوية التي يشهدها الطفل وتستهدفه، على اعتبار أنه محورها.
وتتميز الحياة اليومية في المخيم الصيفي بتنوع الأنشطة من حيث الشكل والمحتوى والتنوع على فترات تراعى فيها عوامل متعددة منها عامل الزمان والمكان والطقس والسن والقابلية والقدرات الجسمانية والعقلية وغيرها.
الأوقات القارة:
وهي الأوقات التي لا يطرأ عليها تغيير طيلة المرحلة التخييمية، وتضبط الحياة اليومية للطفل داخل المخيم من الاستيقاظ إلى آخر فقرة في البرنامج اليومي. وبها يتعود الطفل على الحياة المنظمة بشكل أوسع وأفضل ( أنظر نموذج الأوقات القارة)
أوقات النشاطات التربوية:
يحدد للنشاطات التربوية أوقات بالبرنامج اليومي تتراوح بين فترة الصباح والزوال والمساء، وهي قابلة للتغيير حسب نوعية النشاط والمكان والزمان.
أوقات الأكل:
تعد أوقات الأكل أسعد لحظات الحياة اليومية بالمخيم حيث الأجواء العائلية، والجلوس الجماعي إلى مائدة الأكل في وقت محدد مما يولد الشعور بالانشراح ويفتح الشهية، ولتحقيق هذا ينبغي أن تكون قاعة الأكل متسعة، تتوفر على التهوية الكافية ومنافذ الضوء، وأن تكون الموائد مرتبة ترتيبا لا يخلو من مسحة جمالية، مع السهر على توفير أواني الأكل ومراعاة نظافتها، ومن المفروض بل من اللازم أن يشارك المرشد أطفاله طعامهم على نفس المائدة حتى تتوطد أواصر المحبة بينه وبينهم ويتم له التعرف على العديد من الحالات النفسية والسلوكية التي لا يمكن الوقوف عليها إلا عند الأكل حاثا أطفاله على احترام آداب الأكل، البسملة، عدم شرب الماء خلال الأكل، عدم مغادرة المائدة قبل الانتهاء، تجنب التحدث بصوت مرتفع، عدم إثارة المواضيع البشعة المضغ الجيد...
أوقات الراحة:
أوقات الراحة من الأوقات القارة التي يخصص لها حيز زمني كل يوم حتى يتحقق التوازن بين مختلف الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الأطفال في حياتهم اليومية بالمخيم مراعاة لقدراتهم المحدودة على التحمل، وتعتبر هذه الأوقات في غالبها ( الاستراحات / القيلولة ) وقفات يراد بها أن تساعدهم على استرجاع حيويتهم ونشاطهم وإعدادهم لنشاط موال، وتنقسم إلى:
1- أوقات الاستراحة: قبل الأكل / بعد كل نشاط متعب ومرهق، وكلما دعت الضرورة إلى ذلك.
2- القيلولة: فترة راحة إجبارية بعد الأكل تتحدد مدتها حسب الطقس والمواقع، يمكن أن تستغله في النوم أو المطالعة أو الأنشطة الهادئة.
3- الراحة الشاملة: أو النوم وهو أحسن وسيلة لاسترجاع القوة الجسمية والعقلية وتختلف عدد الساعات التي يستغرقها حسب الفوارق العمرية، وعلى المرشد أن يهيئ أطفاله للنوم وذلك بعدم إطالة السهرات، وأن تكون موادها هادئة غير متضمنة لما يمكن أن يسبب إزعاجهم أو تخويفهم، كما يجب أن يتعودوا قبل النوم على: لبس المنامة أو الملابس الخاصة بالنوم/ تبادل تحية النوم أو تلاوة بعض الأدعية والأذكار.
4- النظافة:
• جزئية: بعد الاستيقاظ – بعد الانتهاء من أي عمل – قبل الأكل – قبل الصلاة – قبل الذهاب إلى النوم.
• كلية: تحدد للاستحمام حصتان في الأسبوع بالبرنامج العام، وينبغي أن يكون الطفل محط مراقبة المرشدين خلال كل هذه العمليات مع وجوب التوجيه السليم.
**التنشيط التربوي بالمخيم**
مفهوم التنشيط:
هو مجموع العمليات التي يراد بها تحريك وإشراك جماعة أو فرد بقصد ممارسة نشاط معين ( عقلي – اجتماعي – جسماني...) وفق أهداف ووسائل محددة بشكل مسبق.
وتتعدد مجالات التنشيط بتعدد مظاهر النشاط الإنساني فيشمل مجال الاقتصاد والسياسة والفن والفكر وغيرها...
ويمكن تلخيصه في الخطاطة التالية:
1- المنشِط: هو العنصر الأساسي الذي يتحمل مسؤولية ضمان السير العادي لعملية التنشيط، ويعد محركا أساسيا لها ويجب أن تتوفر فيه المواصفات التالية:
- خفة الروح وقوة الشخصية وتوازنها.
- التمكن من مادة التنشيط – القدرة على التحكم في مسار التنشيط.
- الحضور الفعلي – القدرة على التواصل.
- أن يكون ديمقراطيا ومحاورا.
- أن يكون دائما ضد الفوضى والعبث.
2- المنشَط: ويشكل محور عملية التنشيط وتراعى خصوصياته:
- الجنس / السن
- مستواه المعرفي /الاجتماعي/الجسدي...
3- النشاط: (الموضوع): يختلف باختلاف القطاعات والفئات المستفيدة و يتنوع بين الثقافي والاجتماعي والجسماني والعاطفي...
4- الوسائل والطرق:
- الوسائل: لابد لكل عملية تنشيطية من الوسائل مساعدة على بلوغ الهدف، وتتلخص في الوسائل المادية والبشرية والتي يمكن الاعتماد عليها لمزاولة نشاط ما، وعلى المنشط أن يختار من الوسائل ما يمكنه من خلق تواصل سريع وفعال مع المستهدف بعملية التنشيط.
- الطرق تختلف الطرق البيداغوجية المستعملة في عملية التنشيط باختلاف مواضيع النشاط وخصوصيات المستهدف بها ولكن أهمها على الإطلاق وأكثرها فاعلية هي تلك التي تحاول أن تعتمد مبدأ الإشراك والتدرج من البسيط إلى المركب ومن السهل إلى الصعب.
5- أنواع النشاطات المزاولة بالمخيم:
1- النشاطات المستمرة ( العادية):
تزاول باستمرار داخل المخيم ومنها: الأناشيد – الألعاب الداخلية وأعاب الهواء الطلق – الأشغال اليدوية – الأمسيات – السهرات – المصالح...
2- النشاطات الاستثنائية:
وقد سمية كذلك لأنها لا تزاول أو تنظم إلا مرة واحدة أو مرتين خلال المرحلة التخييمية، ونظرا لأهمية محتواها فإنها تتطلب إعدادا مسبقا، ومنها: الألعاب الكبرى – الخرجات – الكرميس – المهرجانات – المباريات – المسابقات...
**مسؤولية المدرب إزاء سلامة الطفل**
أصدرت الشبيبة والرياضة قوانين تسمح بتأسيس الجمعيات لاستقبال المواطنين وتأطيرهم أثناء الأوقات الحرة، وإذا كنا قد تحدثنا في مواضيع سابقة عن الأدوار التربوية التي يقوم بها المدربون داخل هذه المخيمات فإن مسؤولية المربي داخلها هي الالتزام ببذل عناية مركزة، وهذا ما سيدفعنا بالضبط للحديث عن المسؤولية القانونية للمربي ( المدرب) داخل مؤسسات الشبيبة والرياضة ومن خلالها المخيمات الصيفية والتربوية.
المسؤولية القانونية للمربي في المجال المدني:
إن الأضرار التي تسبب فيها الأطفال أو الشباب أو تحصل للأطفال أو الشبان أثناء وجودهم تحت مراقبة أحد أعضاء التعليم العمومي أو موظفي الشبيبة والرياضة تدخل في باب القواعد المنصوص عليها في الفصل 85 مكرر من قانون العقود والالتزامات المغربي.
1- الخطأ الشخصي:
إنه بخلاف المقتضيات المتعلقة بمسؤولية الآباء وأرباب العمل لا يعد خطأ الموظفين الوارد ذكرهم في الفصل 85 مكرر من قانون الالتزامات والعقود خطأ مفترض لكن يجب على المتضرر أو على خلاف ما تضمنه الفصل 85 من مقتضيات تتعلق بالخطأ الشخصي لأعوان آخرين للسلطة العمومية، أن يقيم دعواه مباشرة ضد الدولة ولا يقيمها ضد المواطن المقترف للخطأ ويصدر الحكم على الدولة بأداء التعويض، وتملك هي الحق في الرجوع على العون الإداري المسؤول لاسترداد ما أدته في مقابل إصلاح الضرر.
• أساس المسؤولية:
تنشأ المسؤولية عن الخطأ في الرقابة ولا يمكن أن تعتبر قائمة إلا إذا ثبت هذا الصنف من الخطأ.
• مجال التطبيق:
يشمل الفصل 85 مكرر من قانون الالتزامات والعقود المغربي الأضرار التي يتسبب فيها الأطفال والشباب وأيضا التي تحصل لهم، وبمقتضى ذلك تطبق القواعد التي تضمنها على كل متضرر نشأ ضرره عن خطأ في الرقابة بقطع النظر عن كونه طفلا يوجد تحت المراقبــــة أو
غيرها، وتطبق أيضا على الحالة التي يكون فيها الضرر قد حدث لتلميذ من خطأ غير عمدي صادر عن معلم ينتمي لأسرة التعليم العمومي.
• الموظفون المعنيون:
يجب ألا تحمل كلمة معلم معناها الضيق، ذلك أن الفصل 85 مكرر من قانون الالتزامات و العقود فهو يعني في الحقيقة كل عضو في أسرة التعليم العمومي يقع على عاتقه أمر الرقابة على الأطفال والشباب، والمقصود في الحقيقة هم معلمو التعليم الابتدائي وأساتذة التعليم الثانوي وليس أساتذة التعليم العالي، لأنهم لا يرتبطون بالتزام من هذا القبيل إلا في حالات استثنائية ( الحالة التي يكون فيها الطلبة بصدد أشغال تطبيقية فيعمل بمقتضاه) ومن جهة أخرى فإن عبارة موظفو مصلحة الشبيبة والرياضة تعني جميع الموظفين الذين يعهد إليهم بصفة مؤقتة بأمر الرقابة على الأطفال والشباب مثلا أثناء تدريبات تربوية أو رياضية أو في المخيمات التي تنظم بمناسبة إحدى العطل المدرسية.
• دعوى المسؤولية:
- الإثبات:
يجب على المتضرر أن يأتي بالدليل على نشوء خطأ في الرقابة وان يقيم الحجة على حدوث ضرر وأن يبرهن على وجود علاقة سببية بين الخطأ والضرر، وتراعى في هذا الشأن القواعد التي سبق التحدث عنها في باب المسؤولية القائمة على خطأ واجب الإثبات.
- الاختصاص: تراعى في شأن الاختصاص مقتضيات قواعد القانون العام حيث يحدد بحسب نسبة المبالغ كتعويض محاكم المقاطعات أو الجماعات أو المحكمة الابتدائية.
- إقامة دعوى المسؤولية: يجب أن تقام دعوى المسؤولية ضد الدولة ولا يقبل أن يستفسر الموظف المسؤول بصفته شاهدا خلال إجراءات المسطرة التداعي.
- التقادم: أجل التقادم هنا هو الأجل المنصوص عليه في الفصل 106 من قانون العقود والالتزامات، ويحدد في هذا النوع من المسؤولية بثلاث سنوات تبدأ من يوم ارتكاب الفعل الضار.
- الخطأ المصلحي: إذا كان لسبب أو لآخر قد حدث خارج نطاق الرقابة المفروضة على أحد الأعوان الإداريين المذكورين في الفصل 85 مكرر من قانون العقود والالتزامات المغربي، أو حصل بالعقل ولم يكن نتيجة خطأ صادر في الرقابة عن أحد هؤلاء الأعوان فإنه يمكن أن تقع أعباء المسؤولية التي لا تقوم أساسا على الشخص كما هو الحال مثلا بالنسبة لحادثة تصيب بأضرار بعض التلاميذ وهم يلعبون.
**الاستقبال والوداع**
يختلف الانتقال من وسط إلى آخر أثره على النفس حيث يشعر الإنسان بنوع من الاضطراب والانفعال والترقب، وإذا التحق الأطفال بالمخيم فمن الطبيعي أن نلمس – كمربين – هذه الظواهر النفسية والسلوكية، ذلك لما يعتريهم من شعور بالوحدة والغربة خصوصا أنهم ابتعدوا عن أهلهم، فيتولد لديهم قلق – هو ظرفي – لا يكاد يختفي بفعل استئناسهم بالجو الجديد الذي يستجيب لاهتماماتهم واندماجهم في الحياة اليومية والجماعية، فأمام هذه الوجوه المضطربة والنفوس المنفعلة ماهو دور المرشد ؟
• الاستقبال:
الإعداد المعنوي:
إذا تسلم المرشد مجموعة من الأطفال قبل السفر، فعليه أن يساعدهم على حمل أمتعتهم وحقائبهم وترتيبها داخل وسيلة السفر، وأن يعمل على أن يظلوا مجتمعين حوله، يتعرف على أسمائهم ويجالسهم طيلة فترة السفر لإشاعة جو المرح والانشراح، ويبعدهم عن التفكير في أهلهم وذويهم.
وإذا كان المرشد في انتظار الأطفال بالمخيم فعليه أيضا أن يساعد الصغار منهم على حمل أمتعتهم وإرشادهم إلى أقرب موقع مخصص لاستقبالهم للاستراحة من التعب وعدم تركهم لوحدهم، وأن يسألهم عن الظروف التي مر بها السفر لأن ذلك يساعد على دفع الدهشة عنهم ويشعرهم بالأمن والطمأنينة، دون اللجوء بأي حال إلى التعنيف أو الاستفزاز.
الإعداد المادي لاستقبال الجماعة:
إن الإعداد المادي المحكم لاستقبال جماعة الأطفال من شـأنه أن يساهم في بث الأجواء المساعدة على تحقيق استقرار نفسي يسهل ضمان انطلاقة سليمة للمخيم، لذلك ينبغي أن يعمل الإطار على إعداد وتنظيم وسائل الإيواء وتوفيرها وتهيئ الأواني الفردية والجماعية، وتنظيف المرافق الصحية، وتجميل الأمكنة وتزيين المخيم.
• التوديع:
إذا كانت عملية الاستقبال قد تطلبت جهدا ملحوظا، حاولنا أن نقنع الأطفال ونتودد إليهم لنثنيهم عن التفكير في الأهل والتعبير عن الرغبة في الرجوع إلى بيوتهم، فإن عملية إعدادهم للرحيل والمغادرة يعتبرها أغلب المربين أصعب المراحل وأعقدها، لأن المرشد يكون هو الآخر طرفا في عملية التوديع بعد أن كان شاهدا فقط على عملية الاستقبال، ومن تم وجب أن نكون في مستوى هذا الموقف وأن نعمل جاهدين للتغلب على عواطفنا وإخفاء انفعالاتنا.
1- الإعداد النفسي للأطفال:
- الحديث عن الأجواء العائلية وما يطبعها من علاقات متميزة بين الأطفال وآبائهم من جهة وإخوتهم من جهة أخرى ( حب الوالدين والأهل والإخوة...).
- إرجاء الأنشطة المتميزة ( الكرميس- المهرجان...) إلى آخر المرحلة.
- عدم الإفراط في ترديد أناشيد الفراق والرحيل وغيرها.
- جعل موضوع حكمة اليوم أو كلمة الصباح يتمحور حول الرحيل مع العمل على تهيئ الأطفال نفسيا لتحمل آثاره: مثل ( لكل بداية نهاية / الأمور بخواتيمها...).
- اجتناب كل أشكال التهييج خلال الليلة الأخيرة.
2- الإعداد المادي:
- الاستحمام و جمع الأمتعة وتهيئ الحقائب تحت مراقبة المرشدين.
- جرد الضائعات وإشعار إدارة المخيم بذلك.
- اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامة الأطفال خلال السفر.
**بيداغوجية تسيير الأناشيد**
لتلقين الأناشيد يجب مراعاة ما يلي:
- الرغبة في تلقين النشيد
- اختيار النشيد المناسب
- اختيار المقام المناسب
- التمكن من النشيد لغويا
- التمكن من حركات الانطلاقة والإيقاع والتوقف والارتكاز على الزمن القوي بحركة اليد
- اختيار المكان المناسب والوقت المناسب
- الثقة بالنفس وعدم الخجل
- الوقفة السليمة
- عدم إثارة الانتباه بالملابس والحركات غير اللائقة
- البشاشة والتشويق
- مراعاة رغبة المستفيدين في الإنشاد
- التذكير بعلامات السكوت
- تلقين النشيد أولا بمقام منخفض وبعد ذلك بالمقام الخاص به.
طريقة التلقين:
- أداء النشيد كاملا بدون لحن
- شرح الكلمات الصعبة
- شرح موضوع النشيد
- تلفين الشطر الأول فالشطر الثاني ثم الجمع بينهما
- تلقين البيت الثاني ثم ربطه بالبيت الأول وهكذا إلى آخر النشيد
ملاحظة:
1- يجب الرجوع إلى البطاقة الفنية للنشيد
2- ضرورة النزول إلى مستوى الأطفال مع الاحتفاظ بالشخصية.
**بيداغوجية تسيير الألعاب**
لتسيير الألعاب يجب مراعاة ما يلي:
- الرغبة في اللعب من طرف المشارك
- بناء اللعب على تقمص الأدوار
- استيعاب اللعبة من طرف المشارك
- المشاركة في اللعب
- الحرص على أن تكون قواعد اللعبة لينة وسهلة ( الاستيعاب )
- السعي من خلال اللعب إلى خلق علاقات اجتماعية بين الأطفال
طريقة التطبيق:
- تهيئ الجو النفسي
- توظيف عنصر القصة لجعل اللعبة بشكل حادث ملموس وقريب من الطفل
- التبليغ الواضح للعبة
- اتخاذ المنشط لمكان يسمح له بمسايرة جميع مراحل اللعبة دون صعوبات
- تهيئ المواد والأدوات
- توفير عنصر السلامة.
ملاحظات:
1- يجب الرجوع إلى البطاقة الفنية للألعاب
2- منشط اللعبة يكون تارة مراقبا وحكما ومشاركا.
**بيداغوجية تسيير المعامل التربوية **
**والأشغال اليدوية**
لتطبيق حصص المعامل التربوية والأشغال اليدوية المنظمة بالمخيمات الصيفية ومراكز الاصطياف أو المؤسسات التربوية لا بد من:
- أن ترمي إلى هدف تربوي
- أن تخضع للتدرج من البسيط إلى المركب، مع إعطاء شروحات كافية لجعل المعمل في متناول المتعلم من حيث المضمون وكيفية التعامل مع المادة والأداة
- الحرص على التنظيم
- الاقتصاد في المواد والمحافظة عليها
- الحرص على النظافة والترتيب
- الحرص على سلامة الأطفال
ومن جهة أخرى يجب أن يكون الهدف من تنظيم حصص المعامل التربوية والأشغال اليدوية الوصول إلى ما يلي:
- خلق روح الابتكار لدى الأطفال وتنمية ذوقهم الفني
- إذكاء الروح الجماعية
- تقدير العمل اليدوي والتعود على أساليب العمل
- اكتساب لغة تشكيلية متنامية
- اكتشاف المواهب وصقلها.